صورة الغلاف

لتحميل نسخة PDF
الثقافة : المعرفة والسلوك والبناء
الثقافة هي المحيط الفكري والسيكولوجي والاجتماعي الذي يكتنف الوجود الإنساني في المجتمع، ويزوده بالخبرة المعرفية والسلوكية؛ التي تشكل طباعه وشخصيته، وتحكم علاقته بسنن الآفاق والأنفس والهداية والتأييد[1] أي إن الثقافة نظرية في المعرفة ومنهاج في السلوك ومنهجية في العمل والبناء...
وللعالم الثقافي منظومة تتمحور حول:
- بناء العالم المعرفي
- بناء العالم الروحي
- بناء العالم السلوكي
- بناء الخبرات الإنجازية
- بناء القدرات الوقائية[2]
لهذا إن المقولات المهمِّشة لدور الثقافة في البناء الحضاري الإسلامي تدل على جهل القائلين وتهافت منطقهم، وتساهم في إفقار حركة النهوض الحضاري وحرمانها من عامل لا يقدر بثمن فحسب، بل يشكل خطرا استراتيجيا حقيقيا على حاضر النهضة الإسلامية ومستقبلها.
إن هذه المعاني هي التي ظلت تؤطر عملنا الثقافي داخل جمعية النبراس الثقافية في مجالاته المختلفة.
وإن هذه المعاني هي التي ظلت تحويها أوراق الجمعية ومذكراتها الثقافية والتربوية والإدارية.
وقبل ذلك، كانت هذه المعاني خلاصة ما اطلع عليه أساتذة وشباب الجمعية العاملون من أدبيات كان عمودها الفقري تراث الأستاذ مالك بن نبي، وما كان ينشره الأستاذ الدكتور حسن الأمراني من مقالات حول الثقافة البانية في الأعداد الأولى من مجلة المشكاة خلال عقد الثمانينات من القرن الميلادي الماضي.
وقد كانت الرغبة دائمة في جمع وإخراج هذه المقالات على شكل كتاب حتى يستفيد منها القراء، ولكن هذه الرغبة ظلت عصية على التحقق لسنوات، إلى أن سنحت الفرصة أخيرا بجمع هذه المقالات في الكتاب الرابع من سلسلة كتاب النبراس التي تصدرها الجمعية.
ويأتي هذا الإصدار متزامنا مع احتفالات الجمعية بالذكرى الفضية لتأسيسها، بعدما عرضنا نصه على الدكتور حسن الأمراني لمراجعته، وعلى الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي الذي وضع تقديما له.
فجزى الله الأستاذين على جهديهما المشكورين، ونفع به شباب الصحوة، إنه سميع مجيب.
والسلام
محمد البنعيادي
فاس في 13 يناير 2007
[1] - مالك بن نبي : شروط النهضة ص 125 / مشكلة الثقافة ص 42/37
[2] - الطبيب برغوث : محورية البعد الثقافي في استراتيجية التجديد الحضاري ص 35